مـهـنـد الـنّـاصـري في حـدائـق كـلـود مـونـيـه

 مـهـنـد الـنّـاصـري في حـدائـق كـلـود مـونـيـه

 
 
مـن بـيـن أجـمـل الـحـدائـق الّـتي تـعـجـبـني زيـارتـهـا حـدائـق الـفـنّـان الـفـرنـسي الـشّـهـيـر كـلـود مـونـيـه، وخـاصّـة في فـصـلي الـخـريـف والـرّبـيـع. وقـد شـغـف الـفـنّـان الـعـراقي مـهـنـد الـنّـاصـري بـهـا أيـضـاً

ومـع أن مـا يـقـارب مـائـة وثـلاثـيـن سـنـة تـفـصـل بـيـنـهـمـا زمـنـيـاً، وتـفـصـل بـيـنـهـمـا آلاف الـكـيـلـومـتـرات، فـقـد أخـذ مـهـنـد الـنّـاصـري أجـزاءً مـن حـدائـق كـلـود مـونـيـه وأدخـلـهـا في مـجـمـوعـة مـن أعـمـالـه

ورغـم اخـتـلاف أسـالـيـبـهـمـا وتـفـارق تـقـنـيـاتـهـمـا فـقـد حـاول كـلـود مـونـيـه ومـهـنـد الـنّـاصـري خـلـق أعـمـال فـنّـيـة بـتـأمّـل كـثـافـة نـبـاتـات هـذه الـحـدائـق وزهـورهـا وورودهـا ومـيـاه أحـواضـهـا وقـنـاطـرهـا الـيـابـانـيـة وبـاسـتـيـحـاء تـدرجـات ألـوانـهـا الّـتي تـضـيـئـهـا شـمـس الـنّـورمـانـدي الـمـشـرقـة حـيـنـاً والـمـخـتـفـيـة خـجـلاً وراء الـغـيـوم أحـيـانـاً كـثـيـرة..ولـكـن لـنـبـدأ بـالـبـدايـة، ولأتـكـلّـم لـكـم عـن كـلـود مـونـيـه وداره في قـريـة "جـيـفـرني" والـحـدائـق الّـتي تـحـدق بـهـا، ولـوحـاتـه الّـتي رسـمـهـا عـنـهـا، قـبـل أن أكـمـل حـديـثي عـن مـهـنـد الـنّـاصـري وأعـمـالـه الـفـنّـيـة الّـتي اسـتـوحـاهـا مـن هـذه الـحـدائـق.
 
 كـلـود مـونـيـه وحـدائـقـه :
 
ولـد كـلـود مـونـيـه في بـاريـس سـنـة 1840، وانـتـقـل مـع أهـلـه عـنـدمـا بـلـغ الـخـامـسـة مـن عـمـره إلى مـيـنـاء الـهـافـر عـلى بـحـر الـمـانـش. وعـنـدمـا وصـل إلى مـرحـلـة دراسـتـه الـثّـانـويـة دفـعـه مـدرس الـتّـربـيـة الـفـنّـيـة فـيـهـا إلى الإهـتـمـام بـالـرّسـم ومـمـارسـتـه. وبـدأ يـرسـم بـورتـريـهـات لأهـل الـمـديـنـة. وقـد الـتـقى كـلـود مـونـيـه بـالـفـنّـان أوجـيـن بـودان الّـذي أغـدق عـلـيـه نـصـائـحـه الـفـنّـيـة ونـصـحـه بـالـذّهـاب إلى بـاريـس. وكـان في الـتّـاسـعـة عـشـرة مـن عـمـره. وفي بـاريـس، تـابـع دروسـاً في الـفـنّ والـتـقى بـبـعـض الـشّـبـاب الّـذيـن سـيـصـبـحـون بـعـد ذلـك، مـن مـشـاهـيـر الـفـنّـانـيـن. ثـمّ أدّى خـدمـتـه الـعـسـكـريـة في الـجـزائـر، الّـتي كـانـت فـرنـسـا قـد احـتـلّـتـهـا في 1830، وضـمّـتـهـا إلى مـسـتـعـمـرات امـبـراطـوريـتـهـا الـواسـعـة.
 
وقـد لاقـت إحـدى لـوحـاتـه الـنّـجـاح عـام 1866 في "صـالـون الـرّسـم والـنّـحـت في بـاريـس"، وكـان في الـسّـادسـة والـعـشـريـن مـن عـمـره. ولـم يـغـيـر هـذا شـيـئـاً مـن الـصّـعـوبـات الـمـاديـة الّـتي كـان يـعـاني مـنـهـا. وتـرك بـاريـس عـام 1870، بـعـد انـدلاع الـحـرب بـيـن فـرنـسـا وبـروسـيـا، واحـتـلال الـبـروسـيـيـن لـفـرنـسـا، وأقـام في لـنـدن ثـمّ في هـولـنـدة. وعـاد إلى بـاريـس عـام 1871.
 
ورسـم كـلـود مـونـيـه عـام 1872 أو 1873 في مـيـنـاء الـهـافـر، عـلى بـحـر الـمـانـش، لـوحـة زيـتـيـة صـغـيـرة (48×63 سـم.) أسـمـاهـا : إنـطـبـاع، شـمـس تـشـرق
 
 
 
وقـد سـخـر مـنـهـا صـحـفي لأنّ الـفـنّـان رسـم في الـلـوحـة "انـطـبـاعـه" عـن الـمـيـنـاء لـعـجـزه عـن تـمـثـيـلـه تـمـثـيـلاً واقـعـيـاً. وعـنـدمـا أقـام كـلـود مـونـيـه وأصـحـابـه مـن مـجـرّبي الـطـريـقـة الـجـديـدة في الـرّسـم مـعـرضـهـم الأوّل عـام 1874، اخـتـاروا هـذه الـكـلـمـة الّـتي كـان الـصّـحـفي قـد اسـتـعـمـلـهـا لـلـسّـخـريـة وأسـمـوا بـهـا حـركـتـهـم. وهـكـذا عـرفـوا بـالإنـطـبـاعـيـيـن.
 
  وقـد خـرج كـلـود مـونـيـه وأصـحـابـه إلى الـهـواء الـطّـلـق لـيـرسـمـوا مـشـاهـد الـطّـبـيـعـة مـبـاشـرة وكـمـا هي، في تـغـيّـرهـا الـمـسـتـمـرّ، حـسـب الـفـصـول وحـسـب سـاعـات الـنّـهـار والـلـيـل. وكـانـوا يـخـطـطـون بـالـفـرشـاة بـسـرعـة لـيـمـسـكـوا بـالـلـحـظـات الـهـاربـة. ولـهـذا كـانـت لـوحـاتـهـم صـغـيـرة الـمـقـايـيـس إلى حـدّ مـا وتـبـدو وكـأنّـهـا لـم تـكـتـمـل، فـلـيـس عـلـيـهـا إلّا مـا هـو أسـاسي في تـركـيـبـهـا وتـكـويـنـهـا، ونـرى عـلـيـهـا لـمـسـات الـفـرشـاة وضـربـاتـهـا. وواجـهـوا مـشـكـلـة الـضّـوء الّـذي أرادوه أن يـنـبـثـق مـن أعـمـاق الـلـوحـة بـدلاً مـن أن يـضـاف عـلـيـهـا كـمـا كـان يـفـعـلـه الـفـنّـانـون قـبـلـهـم، فـجـزأوا ضـربـات الـفـرشـات الّـتي صـارت لـمـسـات نـحـيـلـة مـتـوازيـة لـيـدخـل الـضّـوء وسـط الألـوان لا فـوقـهـا. كـمـا اسـتـعـمـلـوا الألـوان الـتّـكـمـيـلـيـة (الأخـضـر والـبـرتـقـالي والـبـنـفـسـجي) في الـتّـظـلـيـل.
 
حـدائـق كـلـود مـونـيـه :
 
وفي عـام 1883، إشـتـرى كـلـود مـونـيـه داراً في قـريـة جـيـفـرني في مـنـطـقـة الـنّـورمـانـدي في فـرنـسـا، عـلى بـعـد 75 كـلـم. شـمـال غـرب بـاريـس، وسـكـنـهـا مـع عـائـلـتـه. وكـان حـولـهـا بـسـتـان واسـع مـلئ بـالأشـجـار، يـمـتـدّ عـلى سـعـة هـكـتـار، حـتّى الـطّـريـق، وتـحـيـط بـه حـيـطـان عـالـيـة.
 
وقـد بـدأ بـقـلـع كـلّ أشـجـاره، ولـم يُـبـقِ مـنـهـا إلّا اثـنـتـيـن. وحـوّلـه إلى حـديـقـة زهـور قـسّـم أنـواعـهـا حـسـب عـلّـوهـا خـالـقـاً بـذلـك تـدرّجـات وتـنـوّعـات في الـتّـشـكـيـل، وحـسـب ألـوانـهـا لـتـتـنـاسـب وتـتـعـاكـس أو تـتـمـازج في نـمـوّهـا :
 
 
 
كـمـا بـدأ يـهـتـمّ بـعـلـم الـنّـبـات ويـبـحـث عـن أجـمـل أنـواع الـزّهـور والـورود وأكـثـرهـا نـدرة لـيـضـيـفـهـا إلى حـديـقـتـه.
 
وسـنـحـت الـفـرصـة لـكـلـود مـونـيـه، بـعـد عـشـر سـنـوات، لـيـشـتـري قـطـعـة أرض واسـعـة كـانـت سـكّـة حـديـديـة تـفـصـل بـيـنـهـا وبـيـن حـديـقـتـه. وكـان يـخـتـرقـهـا مـجـرى مـاء، ذراع صـغـيـر مـن جـدول يـمـرّ قـرب الـقـريـة، إسـتـعـمـلـه لـيـمـلأ مـنـه حـوض مـاء صـغـيـر حـفـره لـه مـجـمـوعـة عـمّـال، زرع فـيـه زهـوراً مـائـيـة. ثـمّ وسّـع الـحـوض حـتّى بـلـغ حـجـمـه الّـذي وصـل إلـيـه بـعـد ذلـك.
 
وقـد نـظّـم أجـمـات الـزّهـور والـورود حـولـه في تـنـاسـب وتـنـاسـق وتـحـاشى الـزّوايـا الـحـادّة بـانـحـنـاءات واسـتـدارات خـفـيـفـة. وقـد اسـتـوحى تـنـظـيـمـهـا مـن الـحـدائـق الـيـابـانـيـة الّـتي رآهـا في أعـمـال الـفـنّـانـيـن الـيـابـانـيـيـن الـطّـبـاعـيـة الّـتي كـان يـجـمـعـهـا. ووضـع فـيـهـا جـسـره الـيـابـاني الـمـقـوّس الـشّـهـيـر : 

 
 
وجـسـور أخـرى أصـغـر مـنـه، تـنـعـكـس صـورهـا في مـيـاه الـحـوض الّـتي تـطـفـو عـلـيـهـا زهـور الـنّـيـنـيـفـار :
 
 
 
 
ونـجـد إلى جـانـبـه غـابـة خـيـزران صـغـيـرة. وقـد رسـم كـلـود مـونـيـه حـدائـقـه في أعـداد كـبـيـرة مـن لـوحـاتـه.
 
وكـانـت طـريـقـتـه في عـمـلـه أنّـه كـان يـقـف أمـام الـمـشـهـد ويـرسـمـه عـلى الـطّـبـيـعـة عـلى كـلّ سـعـة الـلـوحـة مـبـاشـرة، ثـمّ يـكـمـل جـزئـيـاتـه وتـفـاصـيـلـه ويـصـحـحـه ويـعـيـد تـصـحـيـحـه إلى أن يـعـتـبـر أنّ لـوحـتـه قـد تـمّـت واكـتـمـلـت. وغـالـبـاً مـا كـان يـقـوم بـعـمـلـيـات إتـمـام الـلـوحـة في مـرسـمـه.
 
ومـا عـدا الـلـوحـات الّـتي رسـمـهـا عـن حـدائـقـه، بـدأ كـلـود مـونـيـه مـنـذ عـام 1890 بـرسـم مـجـمـوعـات لـوحـات حـول مـوضـوع واحـد يـرسـمـه في مـشـاهـد مـتـتـابـعـة حـسـب تـعـاقـب فـصـول الـسّـنـة وسـاعـات الـنّـهـار والـمـسـاء. وكـان هـدفـه مـن ذلـك تـعـمـيـق مـعـرفـتـه بـتـأثـيـر الـضّـوء عـلى أشـكـال الأشـيـاء وألـوانـهـا وبـتـنـوع الـتّـغـيـيـرات الّـتي تـطـرأ عـلـيـهـا، فـرسـم مـجـمـوعـات لـوحـات "أكـوام الـتّـبـن"، "وبـرلـمـان لـنـدن"، "وكـائـدرائـيـة مـديـنـة روان"، و"شـجـر الـحـور"، وخـاصـة "أزهـار الـنّـيـنـيـفـار" الّـتي رسـمـهـا في أواخـر سـنـوات حـيـاتـه. وكـان قـد أصـيـب بـمـرض في عـيـنـيـه أضـعـف لـه بـصـره. وقـد سـاعـده اهـتـزاز صـور الأشـيـاء كـمـا كـان يـبـصـر بـهـا عـلى تـفـكـك الأشـكـال في الـضّـوء والألـوان وتـحـلـلـهـا وتـلاشـيـهـا فـيـهـا :

 
 
بـيـن كـلـود مـونـيـه ومـهـنـد الـنّـاصـري :
 
لـم يـتـأثّـر الـعـراقي مـهـنـد الـنّـاصـري بـأسـلـوب الـفـرنـسي كـلـود مـونـيـه في لـوحـاتـه الّـتي رسـمـهـا عـن حـدائـقـه ولا بـطـريـقـه رسـمـه، بـل انـطـلـق يـسـتـوحي مـن مـنـبـع اسـتـيـحـاء كـلـود مـونـيـه، أي مـن الـحـدائـق نـفـسـهـا، مـواضـيـع أعـمـال فـنّـيـة نـفّـذهـا بـطـريـقـتـه الـخـاصّـة وبـأسـلـوبـه الـمـتـمـيّـز
 

تـحـيـة إلى مـونـيـه :
 
 

وقـد كـرّس مـهـنـد الـنّـاصـري لـهـذه الـحـدائـق مـجـمـوعـة مـن أعـمـالـه أسـمـاهـا "تـحـيـة إلى مـونـيـه" تـضـمّ 16 لـوحـة مـربّـعـة واسـعـة الـمـقـايـيـس (44×44 بـوصـة) أي (111,76 × 111,76 سـم.) اسـتـعـمـل فـيـهـا عـدداً كـبـيـراً مـن الألـوان الـزّاهـيـة وتـدرّجـاتـهـا.وطـبـع 25 نـسـخـة مـن كـلّ لـوحـة مـن الـمـجـمـوعـة، وقّـعـهـا ورقّـمـهـا.
 
وقـبـل أن أتـكـلّـم لـكـم عـن هـذه الـمـجـمـوعـة، أودّ أن أقـدّم لـكـم الـفـنّـان مـهـنـد الـنّـاصـري الّـذي ولـد في بـغـداد. وبـدأ اهـتـمـامـه بـالـفـنّ وبـالـطّـبـاعـة في فـتـرة مـبـكّـرة مـن حـيـاتـه. وبـدأ يـتـعـلّـم مـبـادئ الـطّـبـاعـة الـفّـنـيـة (الـغـرافـيـك) في مـرسـم خـالـه الـفـنّـان الـشّـهـيـر رافـع الـنّـاصـري في بـغـداد. 
وفي عـام 1992، حـصـل عـلى بـكـالـوريـوس في الـهـنـدسـة الـمـعـمـاريـة مـن الـجـامـعـة الـتّـكـنـولـوجـيـة. ودخـل عـام 1996 في أكـاديـمـيـة الـفـنـون الـجـمـيـلـة، وتـخـرّج مـنـهـا عـام 2000.
 
واشـتـغـل في بـغـداد مـدّة سـبـع سـنـوات كـمـهـنـدس مـعـمـاري ومـصـمـم غـرافـيـكي وطـابـع غـرافـيـكي مـن عـام 1996 إلى عـام 2003. وقـد نـفّـذ طـبـاعـة أعـمـالاً غـرافـيـكـيـة لـفـنّـانـيـن مـشـهـوريـن مـثـل إسـمـاعـيـل فـتّـاح الـتّـرك ومـحـمّـد مـهـر الـدّيـن. وانـتـقـل عـام 2003 إلى عـمّـان لـيـشـتـغـل كـمـعـمـاري. واسـتـمـرّ في مـسـاعـده خـالـه الـفـنّـان رافـع الـنّـاصـري في طـبـاعـة الأعـمـال الـغـرافـيـكـيـة. ثـمّ انـتـقـل عـام 2007 إلى أبـوظـبي لـيـعـمـل كـمـهـنـدس مـعـمـاري وفـتـح مـحـتـرفـه الـفـنّي. وهـو يـقـيـم ويـعـمـل الآن في دبي
 
طـريـقـة عـمـل مـهـنـد الـنّـاصـري :
 
يـنـفّـذ مـهـنـد الـنّـاصـري أعـمـالـه الـفـنّـيـة عـلى الـورق، وأحـيـانـاً عـلى الـقـمـاش. ويـمـزج فـيـهـا بـيـن الـتّـخـطـيـطـات الـمـعـمـاريـة الّـتي يـضـيـف إلـيـهـا أحـبـاراً مـلـوّنـة وبـيـن مـعـالـجـتـهـا رقـمـيـاً لـيـنـتـج لـوحـات رقـمـيـة فـنّـيـة. وهـو يـلـخـصّ عـمـلـه الـفـنّي بـأنّـه : "تـخـطـيـط عـلى ورق الـخـرائـط الـشّـفـاف بـاسـتـعـمـال أقـلام خـاصـة بـالـرّسـوم الـمـعـمـاريـة، وبـإضـافـة أحـبـار "روتـيـرنـغ" الـمـلـوّنـة مـعـالـج بـواسـطـة الـكـمـبـيـوتـر فـايـل ديـجـيـتـال تـتـمّ طـبـاعـتـه بـطـابـعـة لـوحـات خـاصّـة.
 
 
 
 
ويـشـرح لـنـا مـهـنـد الـنّـاصـري طـريـقـة عـمـلـه بـالـتّـفـصـيـل : فـهـو يـسـتـخـدم الـكـومـبـيـوتـر لـتـكـويـن عـمـلـه الـفـنّي، والّـذي يـتـألّـف أحـيـانـاً مـن عـدّة صـور يـجـمـعـهـا ويـعـالـجـهـا بـعـضـهـا مـع الـبـعـض الآخـر. ويـبـدأ بـتـكـبـيـرهـا لـلـحـصـول عـلى دقّـة عـالـيـة، ثـمّ يـطـبـعـهـا بـحـجـم يـمـكـنـه مـن تـخـطـيـطـهـا وإضـافـة الأحـبـار الـمـلـوّنـة إلـيـهـا، ومـن ثـمّ تـصـويـرهـا ومـعـالـجـتـهـا بـالـكـومـبـيـوتـر. وتـتـكـرر الـعـمـلـيـة إلى 6 أو 7 مـرّات طـبـاعـةً وإعـادة إدخـال لـلـكـومـبـيـوتـر ومـعـالـجـة الـخـطـوط وإضـافـة الألـوان وتـعـديـلـهـا. ومـن ثـمّ يـضـيـف إلـيـهـا الـخـلـفـيـة الّـتي هي ورقـة مـعـمـاري لـتـوحي بـأنّ الـعـمـل تـمّ تـخـطـيـطـه عـلى أوراق مـسـتـعـمـلـة لـمـعـمـاري :
 
 
 
  
وقـد تـمـشّـيـت بـتـمـهّـل أمـام أعـمـال الـفـنّـان الـغـرافـيـكي مـهـنـد الـنّـاصـري عـنـدمـا عـرضـهـا في "كـالـيـري كـلـمـات" في إسـطـنـبـول، مـن نـهـايـة تـشـريـن الـثّـاني إلى بـدايـة كـانـون الأوّل 2019.
وسـنـصـاحـبـه مـن جـديـد عـبـر لـوحـاتـه في حـدائـق كـلـود مـونـيـه ونـتـوّقـف أمـام داره لـنـتـأمّـل الـنـبـاتـات الّـتي تـسـلّـقـت الـواجـهـة في فـصـل الـخـريـف.
 
 ثـمّ في فـصـل الـرّبـيـع :
 
ونـبـتـعـد قـلـيـلاً عـن الـدّار لـنـدخـل حـديـقـة الـزّهـور :
 
 
ونـتـمـشى بـيـن الـزّهـور :
 
 
ونـضـيـع في وسـطـهـا :
 
 
ثـمّ نـعـبـر إلى الـحـديـقـة الـيّـابـانـيـة لـنـتـأمـل الـجـسـر الّـذي يـرتـمي فـوق جـانـب مـن حـوض الـمـاء :
 
 
ونـعـبـر بـجـانـب قـنـطـرة أخـرى :
 
ونـتـمـشى حـول الـحـوض :
 
ونـعـبـر قـنـطـرة ثـالـثـة :
 
 
ونـسـتـمـر في تـجـوالـنـا في لـوحـات الـفـنّـان مـهـنـد الـنّـاصـري حـتّى نـصـل إلى آخـر واحـدة مـنـهـا، ثـمّ نـتـمـشـى فـيـهـا مـن جـديـد لـنـعـود إلى دار كـلـود مـونـيـه. 
وربّـمـا سـيـدخـلـنـا فـيـهـا عـبـر مـجـمـوعـة أخـرى سـيـنـفّـذهـا لـهـا. مـن يـدري ؟

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

إسـتـثـمـار عـرق الـسّـوس في الـعـراق في نـهـايـة الـقـرن الـتّـاسـع عـشـر وبـدايـة الـقـرن الـعـشـريـن